نظم لقاء أكادمي بمدينة مكناس ضمن فعاليات المهرجان الوطني الثالث للمسرح، الذي تنظمه وزارة الثقافة المغربية إلى غاية 22 يونيو الجاري وبشراكة مع الجماعة الحضرية لمكناس وتعاون مع ولاية جهة مكناس - تافيلالت، اعتبرفيه باحثون ونقاد مسرحيون أن المسرح المغربي يزخر بتجارب متقدمة في مجال السينوغرافيا.
وفي مقاربتهم لسؤال السينوغرافيا كمفهوم حديث العهد بالمسرح العربي ولغة فنية حيوية ومتعدد الوظائف في الإبداع المسرحي، اعتبر هؤلاء أن المسرح المغربي يتقاسم هذه التجربة سواء على صعيد السينوغرافيا الجمالية الفارغة كاختيار سينوغرافي، أو تلك الممتلئة بحفاظها على الوضعية والديكور الجماعي على الركح.
وأكدوا في هذا الإطار، أن المتغير السينوغرافي، الذي يمثل كل مكونات العرض المسرحي، "حقق طفرات في المغرب"، إذ أضحى مكونا رئيسيا ومستقلا بذاته في المشهد المسرحي الوطني، وذلك بفضل انفتاحه على المسرح العالمي فضلا عن عاملي الدعم والتكوين.
ويرى الناقد والمسرحي سعيد الناجي أن السينوغرافيا ساهمت في تطوير المسرح المغربي للهواة والمحترفين على السواء، بحيث "أصبحت الخشبة تؤثثها ديكورات وأشكال هندسية أو رسومات أو ألوان (...)، بما يضفي على العرض المسرحي بعدا بصريا متميزا".
واعتبر هذا الناقد أن السينوغرافيا، كتخصص أكاديمي بالمغرب، سمح ببروز كفاءات من مصممي الخشبة، كما جعلت المسرح المغربي يرقى إلى العالمية دون إغفال خصوصيته المتمثلة في التراث العربي الإسلامي والأمازيغي ولاسيما على صعيد الملابس.
وبدوره، يرى الباحث والناقد المسرحي عز الدين بونيت، أن السينوغرافيا، التي ما هي إلا امتداد وإطار لإعادة صياغة المعنى من خلال أدوات أخرى غير اللغة العادية المتداولة، ظلت حاضرة في المسرح المغربي.
بيد أن عنصر الجدة -يضيف الناجي- يتمثل في كونها أصبحت موضوع تفكير ونقاش في مساراتها وخصائص ممارستها في المسرح المغربي.
وأكد، في هذا السياق، أن العرض المسرحي بصفة إجمالية لا يمكن أن يقوم إلا من خلال الامتداد السينوغرافي، مثلما أصبح النص المسرحي المعاصر بدوره "مجرد عنصر من عناصر العرض المسرحي، أي عنصرا ضمن السينوغرافيا التي نتحدث عنها اليوم".
ومن جهته، لفت المخرج السينمائي رشيد دواني إلى "علاقة التنافس القائمة بين المخرج والسينوغراف في المغرب"، معتبرا أن جوهر الإشكال في هذه العلاقة يتمثل في كون السينوغراف "غالبا ما يرى نفسه قوة إبداعية مستقلة بذاته عن المخرج والنص المسرحي الأصلي".
وبعدما استعرض تجربته في الإخراج المسرحي، شدد على أهمية "أن يضطلع السينواغراف بمهامه الإبداعية في العمل المسرحي، وأن يبدي قدرا من الإنصات للمخرج" في سبيل إنجاح العرض المسرحي.
يذكر أن الدكتور حسن المنيعي وقع عقب هذه الندوة، التي نظمت بتنسيق من جمعية النقاد المسرحيين بالمغرب، إصدارين مسرحيين جديدين وهما "النقد المسرحي العربي" و"الجسد في المسرح".
ويشتمل برنامج المهرجان على عروض مسرحية وفقرات فنية وثقافية، فضلا عن حفلات توقيع إصدارات مسرحية جديدة.